نص السؤال:
سائل يسأل عن العرش والكرسي: هل هما شيء واحد ، أم أن الكرسي غير العرش ، وما حقيقة كل منهما ، وما الفرق بينهما؟.
الجواب:
أما العرش: فهو عرش الرحمن المعروف الذي ذكره الله في كتابه ، فقال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طـه: 5]. في سبع آيات من القرآن الكريم ، وأخبر سبحانه أن له حَمَلة من الملائكة ، وأنهم يكونون يوم القيامة ثمانية ، فقال تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17] ، فيجب على العبد الإيمان بذلك كله.
وفي دعاء الكرب المروي في "الصحيح": ((لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم))[1].
وفي "صحيح البخاري" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس ، فإنه أعلى الجنة ، وأوسط الجنة ، وفوقه عرش الرحمن))[2].
قال في "شرح الطحاوية":وقد ثبت في الشرع أن له قوائم ، تحمله الملائكة كما قال صلى الله عليه وسلم : ((فإن الناس يصعقون ، فأكون أول من يُفيق ، فإذا أنا بموسى أخذٌ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي ، أم جوزي بصعقة الطور؟...))[3].
وأما الكرسي ، فقال تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} [البقرة: 255] ، وقد قيل: هو العرش ، والصحيح أنه غيره ، نُقل ذلك عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وغيره.
روى ابن أبي شيبة في كتاب "صفة العرش" والحاكم في "مستدركه" ، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} أنه قال: الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى[4].
وقد روي مرفوعًا ، والصواب أنه موقوف على ابن عباس.
وقال السدي: السموات والأرض في جوف الكرسي بين يدي العرش.
وقال ابن جرير: قال أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض))[5]. انتهى من "شرح الطحاوية". والله أعلم.
للشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل رحمه الله