بسم الله الرحمن الرحيم
من العايدين وكل عام ونتم بخير
حينما يسافر أي شخص إلى أي بلد أخر غير بلده يكون كل ما يدور بباله أن يكتشف معالم ذلك البلد ويهتم بشوؤن نفسه وخاصة إذا كانت رحلته هذه من أجل العلم والدراسة ،ولكن أحيانا هناك تكون أشياء بمنتهى القوة تمتلك عقله ومشاعره وهو التفكير بمن يحب ويحيا من أجله ولا يقوى بالبعد عنه ولو للحظة واحده ومن هنا وأنا في غربتي وجدت أن أخاطب حبيبتي ببعض الكلمات التي ترجمها قلبي المتعلق بها دوما وأبدا بهذه الكلمات التي تخفف أحزان غربتي وتوصلني ولو للحظات بقلب حبيبتي التي إليها اكتب ،وهذا إهدائي إليها بهذه الغربة:
إلى الحبيبة لقد عدت مرهقا تعبا أتمنى أن أغمض جفني طويلا لكي ارتاح ولكن يأبى النوم
أن يعانق عيني ولو لثواني معدودة وكل هذا بسبب طيفك الذي لا يفارقني انه كالظل في النهار
بل انه كدقات قلبي التي لا تفارقني الا إذا فارقتني روحي
يتبعني أوله واتبعه باقية إنني اسمع دقات قلبي تلومني على قبولي أن أفارقك لا اعرف كيف سولت لي نفسي هذا الأمر العظيم نعم إن النفس أمارة بالسوء وهل أسومن فراق الأحبة الا دخول النار والعياذ بالله إنني ارفع يدي وأتضرع إلى الله أن يجمع قلبينا ويسعد أنفسنا بلذة اللقاء ومتعة اجتماع الأرواح المتآلفة لكن هذا هو القدر وهذه هي تصاريف الأزمان والدهور وكما يقول الشاعر .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن نعم أنا أريد وأنت تريدين ولكن يفعل الله ما يريد أريد أن أرى بسمة الرضا على وهج شفتيك الشهيتين كما أتمنى رؤية بريق السعادة يلمح من عينيك الجميلتين انك كالزهرة المتفتحة في ضحى نهار ربيعي في حديقة يملأعبقها أفق الدنيا أكاد أشم رائحة الورد والياسمين والعنبر عند كل نسمة تمر علي إنني اسمع صوتك كألحان عذبة ينشدها بلبل صغير يقف على شباك الدنيا ليسمع العالم لحن الحب فتنتشي الدنيا وتغرق في تلك الألحان إني اهذي كمجنون لا يريد أن يشفى من أحلى أسقامه لقد كلمت الباب ولمته لماذا لا تدخلين منه فوجدته يبكي شوقا إليك وحدثت القلم عنك فأراد أن ينتحر حتى لا يكتب بعدك شيئا لقد كنت أحدث الأوراق والدفاتر وحدثت البحر والأمواج عن جمال روحك وبشاشة وجهك المنير كالبدر أوسط الشهر وعن تلك الأجفان الناعسة وعن السيوف المصوبة نحو قلبي أكاد أحس بأطرافها بين ضلوعي تحاول فتح صندوقي المغلق لا وألف لا في وجه العالم كل العالم الا أنت لا اقدر أن امنع قلبي من طوفان الشوق الجارف من بحر حبك المتلاطم الأمواج يلعب كما يلعب الطفل بدميته تحملني موجة فتوصلني إلى شاطئ غرامك المعسول فإذا بي في وسط غياهبه أكاد أغرق اغرق في قاع محيط الإحساس عندها يحرقني وهج الأنفاس اسمع صوتك يناديني يناجيني كما تناجي ألام رضيعها ثم لا اسمع شيئا صمت رهيب أين تركتني وحيدا كالتائه في الصحراء لا يجد الزاد ولا الماء أنت الماء والهواء وأنت الداء والدواء يا لذة العيش كيف العيش بدونك بل كيف المسير في هذه الدنيا بدون شمعة هواك تنير لي طريق الخطى، حبيبتي الغالية لقد وصلتني رسالتك الأولى ولقد طرت من الفرح والسعادة وعندما فتحتها وقرأتها لم استطع أن أقف عند قراءتها فقرأتها أكثر من مائة مرة وكل مرة اقرأها أحس أني اقرأها لأول مرة لم اصدق عيني وأنا أرى كلمة احبك نعم احبك أحلى كلمة في الدنيا وأحلى رسالة في العالم من أحلى وأغلى انسانة بالعالم أشكرك واقبل يديك على الكلمات الرقيقة والجمل العذبة التي أثلجت صدري وأزاحت كل هموم الدنيا عن قلبي وأرجعتني إلى كل اللحظات الجميلة التي قضيناها مع بعض لقد أصبحت رسالتك كالحجاب للمجنون احملها أينما اذهب فهي كالجسد للروح رسالة الحبيبة فيها أعذب ألحان الدنيا كأنني حين اقرأها كالناجح في مدرسته وكالعريس في حفلته وكالقائد عند انتصاره لقد ألهمتني وأسعدتني أتمنى أن احصل على رسالة كل يوم لقد عرفت معنى الإدمان انه لذة الشوق للحبيب ولوعة الفراق، أنت النافذة التي تدخل منها أشعة الشمس لتضيء ظلام دنيا الأحزان وأنت النافذة التي يدخل منها النسيم العليل الذي ينعش الروح ويبث فيها الحيوية والبهجة وأنت البيت الذي يظلل على سكانه ويحميهم من الأخطار وأنت شجرة العطاء التي لاتمل ولا تتعب دائمة العطاء لا تأخذ شيئا وتعطي كل شئ أنت أنت لا اعرف كيف أوصفك فمهما قلت ومهما كتبت لااوفيك حقك ولا اعبر عن جزء من مليون مليون إحساس بالحب والتقدير يسكن قلبي تجاهك أنت يا مدينة الحب سورها التقدير وبابها الكلمة الطيبة وبنيانها العشق وسماؤها الغرام وأساسها الشوق واللهفة أنت يا نبع الحنان يفيض بالطف والرقة والعذوبة وأنت لي كجناحين الطائر بدونك لا اقدر أن أرى الدنيا ولا أحس معنى الحياة أنت فرحة العيد للأطفال وجنة أحلام العاشقين وسراج التائهين ومنية الروح.
منقول